افاق للعلوم
Volume 5, Numéro 1, Pages 167-178
2020-01-02
الكاتب : فروم هشام .
لقد طوّع النُّورْسِيّ الأساليب الفنيّة في كتاباته لصوغ الأفكار والتصورات، في شكل رسائل تشع بجمالية يطبعها الذوق السليم والفطرة الصحيحة إلى درجة أنك لا تستطيع أن تتلمس صورة التشبيه، والاستعارة، والمطابقة إلا من خلال السياق. ومن ثم ابتعد نصه عن اللغة المصطنعة التي لا تأبه بالمظاهر الخداعة والتسميات البراقة. ويأتي على رأس هذه الأساليب؛ أسلوب التمثيل؛ الّذي شكّل من خلاله لوحة فنيّة رسمها لتساعد القارئ على فهم براهينه. تفاصيلها تشدّ الضّمير، ورغم أنّ عناصرها الافتراضيّة ومكوّناتها الأساسيّة هي من البديهيّات لتعلّقها بالحياة اليوميّة والأشياء والأدوات التي يستعملها الإنسان كلّ يوم، إلاّ أنّ كيفيّة سردها، وتمظهراتها، وانبناءها، تغدو جميعا مادة ليس للتجلية الشكليّة ولا للتوضيح التعيينيّ فحسب، ولكنّها مادّة أصليّة تستقطب الفكر وتشبع حاجته الإقناعيّة.
الحجاج، التمثيل، الخطاب الصوفي، الإقناع، المتلقي.
بوشليف حياة
.
ص 663-677.