جسور المعرفة
Volume 1, Numéro 3, Pages 43-50
2015-09-01
الكاتب : عمر بوقمرة .
كانت اللغة العربية منذ القديم مثار اهتمام الباحثين لا باعتبار ملفوظيتها فحسب، بل وحتى مصدرها ووظيفتها، وكثير من القضايا ما تزال موضع أخذ ورد قد لا يخلص فيها إلى نتيجة مقنعة ومرضية، خاصة تلك القضايا التي اكتسبت طابعا دينيا، وقد صح في الحديث النبوي الشريف أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم "رواه البخاري.1 إن وحدة اللغة الأساسية هي الكلمة المأخوذة من الكلم، وهو في اللغة الجرح ولعل في هذه التسمية مراعاة للأثر، فالجرح أثر فعل ، والكلمة قد تصيب موضعها الذي يريده لها صاحبها فتحدث فيه أثرا هو أقرب إلى السحر، ولذلك شغف بعض الناس بالرقى والتعاويذ التي تذهب بقدرة الله الضرر من شتى الأمراض والأسقام العضوية منها والروحية ، ونبي الله عيسى ـ عليه السلام ـ سماه ربه كلمة ، وفي هذه التسمية دليل على الحياة بعد العدم، وعلى الوجود في غياب السبب المحسوس، غير أن هذه الحياة التي اكتسبتها اللغة ظلت عبر الزمن الأول عرضة للزوال بفعل عاملين: ـ أحدهما خاصية المشافهة . ـ وثانيهما عامل الزمن الذي يتحول معه الموجود إلى مفقود، والحاضر إلى غائب، والدليل على ذلك هو أن كثيرا من الأمم قد حُفظت أسماؤها ولكننا لا نعرف شيئا عن موروثهم العلمي والثقافي، لأن يد الزمان قد أتت عليه فجعلته نسيا منسيا، لذلك حرص الإنسان على اكتشاف الرموز الكتابية عساه يهرب جزءا من وجوده ويبقى شيئا من كيانه.
اللسان;البنيوية;التداولية
مقورة جلول
.
ص 186-214.
بغلول بوزيان
.
ص 107-142.
الحبيب عمي
.
ص 96-112.