المعيار
Volume 6, Numéro 1, Pages 92-102
2015-06-30
الكاتب : محمد رندي .
ليس العمل الأدبي أو النقدي في النهاية إلا رؤية للعالم، تنبع من الطابع الاجتماعي للإبداع حسب لوسيان غولدمان، لكن هذه الرؤية لا تُعبر عن المجتمع كله، بقدر ما تُعبر عن طبقة اجتماعية معينة، أو فقط زمرة من هذه الطبقة، التي يعبر العمل الأدبي أو النقدي عن مجموع توجهاتها وأحاسيسها وتطلعاتها وأفكارها. وهو ما يعني أن رؤية العالم ليست تعبيرا فرديا، لكنها تعبير جماعي، حتى وإن تجلى هذا التعبير في آثار فردية من خلال الكتابات الإبداعية أو الدراسات النقدية التي تعبر بالدرجة الأولى عن رؤية الزمر الاجتماعية التي ينتمون إليها، والتي ربما تولدت بدورها عن رؤية اجتماعية أوسع وأشمل منها، كما سنرى مع رؤية العالم عند الناقد المغربي إدريس بلمليح، التي تجد أساسها الفكري في رؤية مجموعة من النقاد المغاربة التي تولدت عنها، فيما تجد أساسها الاجتماعي في رؤية حركات اليسار السياسي المغربي، التي استقطبت بدورها عديد الأسماء النقدية التي تنتمي للمجموعة السالفة الذكر، والتي استمدت منها أفكارها وتنظيراتها.
الرؤية التراثية للعالم، خطاب إدريس بلمليح النقدي
كروش مريم
.
معوش محمد الصديق
.
ص 311-330.