مجلة الباحث في العلوم الإنسانية و الإجتماعية
Volume 15, Numéro 4, Pages 101-112
2024-03-31
الكاتب : طاهير رياض .
تعتبر الفترة الممتدة ما بين 1830 إلى غاية 1962م، مرحلة جد حرجة من تاريخ الجزائر، وذلك من خلال الحملة الاستعمارية التي شنها المستدمر الفرنسي قصد طمس معالم ومبادئ الحضارة والأمة الجزائرية، بداية بالعمل على تحريف وتزييف ثوابت الأمة الجزائرية، كل هذا ساهم بشكل كبير في المسار الأعرج للأمة الجزائرية بعد فترة الاستعمار الفرنسي، وخاصة أن فرنسا عملت منذ البداية على تشتيت وتفتيت المنظومة الأخلاقية والدينية للمجتمع الجزائر مما صعب عليه بعد مرحلة الاستقلال إعادة بناء دولة حضارية بمقومات ثابتة. ولهذا يمكن القول أن مجمل المفكرين الجزائريين سواء في فترة الاستعمار أو بعدها، عملوا على إعادة بناء الأمة الجزائرية وفق مقومات ومبادئ حضارية تتماشى والتطور الحاصل في مختلف بلدان العالم. وهذا ما أخذه على عاتقه المفكر الجزائري مولود قاسم نايث بلقاسم من خلال إعادة صياغته لمفاهيم جديدة محاولا من خلالها تجاوز أزمة الإنسان الجزائري المعاصر دينًا وأخلاقيًا. ولهذا فورقتنا البحثية هنا نحاول من خلالها البحث عن القيم الأخلاقية والدينية وأهميتها في البناء الحضاري عند مولود قاسم نايث بلقاسم. والإشكالية المحورية لبحثنا هذا تتمحور حول: كيف يمكن تحقيق بناء حضاري للأمة الجزائرية؟ وبصيغة أدق: هل يمكن اعتبار معياري الأخلاق والدين بمثابة الركيزة الأساسية للنهوض الحضاري للأمة الجزائرية؟ هل يمكن التأسيس للحضارة من منطلق أخلاقي وديني؟
أخلاق، قيم، دين، حضارة، أصالة