رُؤىَ فِكرية
Volume 2, Numéro 2, Pages 1-18
2016-08-05
الكاتب : عبد القادر ميسوم .
إن مدلول الأدب المقارن تاريخيّ، ذلك أنه يدرس مواطن التلاقي بين الآداب في لغاتها المختلفة وصلاتها الكثيرة المعقدة، في حاضرها أو ماضيها وما لهذه الصلات التاريخية من تأثير أو تأثر سواء تعلقت بالأصول الفنية العامة للأجناس والمذاهب الأدبية أو التيارات الفكرية أو اتصلت بطبيعة الموضوعات والمواقف والأشخاص التي تعالج أو تحاكي في الأدب، أو كانت تمس مسائل الصياغة الفنية أو الأفكار الجزئية في العمل الأدبي. ومن ثمّة فالعالمية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إظهار الخصوصيات الجمالية والفنية المميزة لكل أدب ولغة وثقافة مغايرة عن الأخرى، لأنه لا ي وجد في نهاية الأمر فكر دون مقارنة، وهذا أحد أهم أدوار ووظائف الأدب المقارن المتغافل عنها في الآونة الأخيرة. إن قضية دخول الأدب العربي اليوم إلى مصاف العالمية، مرهون بمقاييس الآثار الخالدة وبالصيغة التراكمية فالمواهب تنبع من المواهب والإبداع يؤدي إلى الإبداع، فهل أكون متسرعا حين أقول إن الأدب العربي مع هذا المأزق الجديد صار في زمن ثقافة الهيمنة على صفيح ساخن يردد مقولة هاملت: "أن أكون أو لا أكون" وعليه: لا يمكننا إذن أن نتخيل تحققا ونجاحا وارتقاءً لأدبنا العربي ما لم تتضافر جهود المقارنين العرب في التعريف بالخصائ الجمالية والفنية المميزة لأدبنا العربي، وخلق مناخ ملائم للتعايش مع الآداب والثقافات المختلفة تعايشا حقيقيا وفعالا ومتكافئا، وأن يتحقق له من الاحترام والتواصل ما يؤكد عالميته الحقة، ولن تتحقق هذه النظرة في ظني سوى بمنظور المقارنة والدراسات البينية والثقافية على نحو - - ما سنوضح في ثنايا الدراسة.
الدراسات .المقارنة .عالمية .الأدب .العربي .الأذواق .الأنساق المتبادلة
زيوش محمد
.
ص 12-17.
بوسكّين هجيرة
.
ص 353-368.