مجلة الحكمة للدراسات الاسلامية
Volume 12, Numéro 1, Pages 25-43
2025-01-01
الكاتب : . الغريسي محمّد .
يعدّ الصراع على السّلطة من حيث طرق تولّيها و التّداول عليها أحد أبرز المواضيع التي شغلت التّاريخ الفكريّ و السياسيّ للمسلمين منذ وفاة الرسول و تعمّقت منذ العهد الأمويّ ما شكّل تطوّرا تاريخيّا طال السّلطة مقارنة مع ما وجد في زمن النّقاء السياسيّ الذي سبق هذا العهد. و لعلّ ما كان يعانيه الأميون من عقدة انتقاص شرعيّة حكمهم جعلهم يلجؤون إلى أساليب قمعيّة لتثبيت أركان حكمهم و الاستعانة بنصوص دينيّة وفق تأويلات و فهوم مخصوصة. و قد بدا أثر العامل السياسيّ واضحا في بعض المسائل الكلاميّة خاصّة الإمامة التي مثّل الخلاف حولها أعظم خلاف بين المسلمين و القدر و أفعال العباد و هو المبحث المختص بالإجابة عن السؤال الشهير: هل الإنسان مسيّر أو مخيّر؟ كما كان للمقالات السياسيّة دورا في انبجاس فرق كلاميّة تداخل في مقالاتها الدينيّ بالسياسيّ و كان أبرزها الخوارج و الشّيعة و المرجئة و القدريّة أو المعتزلة. و كلّ هذه الفرق كانت تمثّل تيّارات سياسيّة تنهل من معين النّصوص التّأسيسيّة لتذود عن مواقفها و مقرّراتها إزاء القضايا التي أوجدها الواقع الاجتماعيّ و الثّقافي و السياسيّ الجديد الذي عاشت الأمّة على وقعه ردحا من الزّمن.
جدل - الدين - سياسة
بن درّاج كريمة
.
ص 73-88.