دراسات تراثية
Volume 8, Numéro 1, Pages 75-101
2014-12-30
الكاتب : مليكة حميدي .
تعد الرباطات البحرية إحدى المنشئات العمارة العسكرية التي اعتنت بها الدولة الإسلامية تنظيما وإدارة وتموينا، إلى جانب بنائها الأسوار والقلاع والحصون الساحلية والداخلية؛ وذلك منذ الفتح الإسلامي لإفريقية. أما الدافع الأساسي لإقامة هذا النوع من المنشئات العسكرية، يرجع بالدرجة الأولى لخطر الغارات البحرية البيزنطية المفاجئة المنطلقة من قواعدهم في صقلية وسردانية وجنوبي إيطاليا على السواحل الإفريقية- التونسية-، ولذا اعتبر المسلمون سواحل إفريقية ثغرا يعد الرباط فيه جهادا في سبيل الله وتقربا له. أما وظيفة الرباطات البحرية فكانت بالدرجة الأولى عسكرية ـ جهادية، محاولة منها دفع الخطر على سكان المدن الساحلية والمنشئات المدنية؛ إضافة إلى ما ألحق بها من وظائف الدينية، والاجتماعية، وتثقيفية، واقتصادية. وخضعت إلى إدارة محكمة و تنظيم مضبوط تحت إشراف ديوان الجند في عهد دولة الأغلبة (184- 296 هـ/800ـ909م) حيث عرفت عصرها الذهبي، وشكلت خطا دفاعيا متينا وجبهة بحرية تتتالى فيها القصور والرباطات على مسافات متقاربة تتراءى فيها النيران من فوق الأبراج في حالة الخطر من سبته إلى الإسكندرية. كما شاركت الرباطات البحرية الإفريقية في فتح جزيرة صقلية حيث اتخذ رباط سوسة قاعدة لأكبر عملية غزو بحرية قام بها المسلمون في صقلية، وهكذا ساهمت الرباطات البحرية في تدعيم المؤسسة العسكرية المغربية في الفترة الممتدة من الفتح الإسلامي لغاية سقوط دولة الأغالبة.
الرباطات البحرية؛ وظيفتها؛ الفتح الإسلامي لإفريقية؛ العمارة العسكرية؛ سواحل المغرب الإسلامي.
ليلى عصماني
.
ص 118-128.
مزردي فاتح
.
ص 631-644.
سناء عطابي
.
ص 162-187.